والدة (شهيد الطوارئ) : تصويره تجارة ضباط فى الحشيش السبب الحقيقي وراء مقتله كشفت السيدة ليلى مرزوق والدة خالد محمد سعيد (شهيد الطوارئ) ، الأسباب
الحقيقية وراء مقتل ابنها على يد ضابط شرطة ومخبرين اثنين، وقالت إنه (حصل
على فيديو يحتوي على لقطات لأحد ضباط قسم سيدي جابر والمخبرين، وهم يقومون
بالاتجار في الحشيش وقام بنشر الفيديو بين أصدقائه وذلك منذ حوالي شهر،
وقال إنه سوف يدشن مدونة لفضح الضابط والمخبرين)، وتابعت والدة خالد (قمت
بتحذيره أكثر من مره من نشر هذا الفيديو حتى لا يقوموا بإيذائه)، وأبدت
دهشتها لأنهم (لم يهددوه قبل يوم الحادث إلا أنهم دخلوا عليه فجأة وانهالوا
عليه ضربا).
وأضافت لم يصدر حتى الآن تقرير الطبيب الشرعي، ولكن ما صدر هو تقرير
الإسعاف الذي قالوا فيه إن خالد انتحر نتيجة بلعه قطعة حشيش، وأن به عدة
كدمات نتيجة عراكه مع المخبرين، وأشارت "المخبرين وبعض الشهود قالوا إنه
عندما شاهد المخبرين قام ببلع قطعه حشيش واستنجد بالناس، وقام المخبرون
بضربه، ولكن التقرير نفى أن تكون الوفاة نتيجة الضرب"، وتتابع بمرارة "خالد
كان يجلس إمام الإنترنت 24 ساعة، فالإنترنت حياته وكان يجلس ساعات
عديدة في النت كافيه".
من جانب آخر، تحدث جيران شهيد الطوارئ بالإسكندرية عن خالد سعيد، وأكدوا
أنه كان مثالا للشاب المحترم، ولم تكن له أي علاقة بأي من أنواع المخدرات،
وأضافوا أنه ينتمي لعائلة محترمة وميسورة الحال.
وروى صاحب مقهى الإنترنت الذي شهد الحادث تفاصيل سحل خالد، وأكد أن شهيد
الطوارئ دخل المقهى كعادته إلى صديقه نبيل الذي كان يمارس نشاطه على
الإنترنت، حيث فوجئ الجميع، بكل مخبر يدخل من باب مختلف للمقهى بحيث حاصراه
ومنعا الخروج منه، ثم قاما بتكبيل خالد وأوسعاه ضربا، وحين حاول مقاومتهما
ضربا رأسه برخام المحل، حاول صاحب المقهى التدخل لطرد المخبرين ظنا أنهما
يحاولان اعتقاله، فسحبا خالد معهما للخارج بينما كان غائبا عن الوعي، وظلا
يضربان رأسه بالبوابة الحديدة المجاورة لمقهى الإنترنت حتى لفظ أنفاسه
الأخيرة، فألقيا به في سيارة الشرطة وابتعدوا لمدة عشر دقائق، قبل أن تعود
السيارة محملة بعدد من أفراد الشرطة وتلقي المجني عليه في الشارع.
وأضاف شهود العيان أن سيارة إسعاف وصلت بعد قليل وحملت الجثة، لتكتب تقريرا
تدعي فيه أن خالد سعيد توفي نتيجة جرعة مخدر زائدة، وأكد الشهود أن عدداً
من معاوني الشرطة شددوا على أصحاب المقاهي المجاورة بعدم تقديم أي شهادة
لوسيلة إعلامية، وإلا تعرضوا للاعتقال والتعذيب.
من جانبه صرح أحمد سعيد قاسم شقيق خالد ضحية التعذيب بالإسكندرية، بأنه علم
من الشهود أن الضابط أمر المخبرين بسحل شقيقه حينما اعترض على معاملتهم
غير اللائقة له، ولما كان قد قارب على الوفاة حملوه داخل سيارة البوكس وبعد
فترة عادوا به إلى نفس المكان ثم ألقوا به في وسط الشارع، وظلوا متوقفين
بدعوى إحضار سيارة الإسعاف لإنقاذه.
وأوضح أنه استفسر من الضابط عن ما حدث فقال "أخوك كان معاه بانجو وحاول
الهرب منا فصدمته سيارة ونحن أعدناه إلى هنا لنطلب له سيارة الإسعاف"،
مؤكدا هذا كلام غير منطقي، لأن شقيقي لم يتعاط أي مادة مخدرة طيلة حياته،
كما أنه لو صدمته سيارة، كما قال الضابط، لقاموا بنقله إلى المستشفى على
الفور دون انتظار سيارة إسعاف ولكن هم يريدون الهرب من فعلتهم، كما أن
طبيعة إصاباته لا يمكن أن تكون بفعل صدمة سيارة وهذا ما سيوضحه
تقرير الطب الشرعي.
وتابع "أسرتنا جميعها تحمل الجنسية الأمريكية إلا شقيقي هذا، "فأنا صاحب
شركة نظافة في أمريكا، وشقيقي المقتول لديه شركة استيراد وتصدير هناك، وقدم
على طلب الحصول على الجنسية ولكن كان يتبقى له فترة لاكتمال شروط الإقامة،
ولو كانت معه الجنسية الأمريكية لما تعرض له أي ضابط، وهو حاصل على دبلومة
في الإليكترونيات من أمريكا وكان أفضل شاب في مجال الإليكترونيات في
الإسكندرية.
وختم أنهم قاموا بتشييع جنازة شقيقه أمس الأول وشارك فيها الآلاف رغم
انتشار رجال المباحث بيننا لمنع أي ردة فعل غاضبة على ما حدث، كما أن
الكثير من الضباط حاولوا الضغط على أسرتنا لعدم تحرير محاضر ضد الشرطة وأنه
لا فائدة من هذا لعدم وجود دليل ضدهم، "ولكن شهود العيان كثيرون... ونحن
عائلة كبيرة فيها مستشارون وقضاة ورجال أعمال ولن نترك حقنا".
وكان مقطع فيديو قد انتشر على كثير من مواقع الإنترنت وموقع يوتيوب والموقع
الاجتماعي الشهير فيس بوك تحت عنوان "الفيديو الذي قتل بسببه خالد" ، ولم
يتسنى التأكد من كونه نفس المقطع الذي تحدثت عنه والدة الشهيد خالد
أم لا.
الفيديو مصور داخل أحد المكاتب يعتقد أنه مكتب مباحث قسم شرطة، يظهر مجموعة
من الأشخاص بعضهم يرتدي الملابس العسكرية المميزة لأمناء الشرطة، وهم
يتحدثون مع شخص يجلس خلف المكتب يظن أنه رئيس المكتب، حول ضبطية كبيرة
نجحوا في ضبطها وهي عبارة عن كمية كبيرة من مخدر الحشيش ومبالغ مالية. كما يظهر في الفيديو والذي من الواضح أنه تم تصويره بمعرفة رئيس المكتب
والقسم، مزاح أفراد المكتب مع بعضهم البعض ومع رئيسهم، ويتبادلون اقتطاع
أجزاء صغيرة من مخدر الحشيش "لزوم المزاج" حسب قول أحدهم، ويظهر أيضاً صوت
يقول "مبروك عليك ياباشا" مخاطبا رئيس المكتب والذي يرد عليه عارضا أخذ
قطعة من الحشيش فيرفضها.