ولع ودلع عضو جديد
عدد الرسائل : 15 العمر : 42 علم بلدك : السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 31/03/2008
| موضوع: *****سائق التاكسي والمثقف***** الإثنين 31 مارس 2008, 5:39 am | |
| وانت تقود التاكسي.. لا بد ان تصادفهم يوما. احيانا تشعر أن حكاياتهم مرايا تعكس يومياتك العادية. اذا التقيتهم، ارخِ لهم سمعك. فلعلك تجد نفسك في تفاصيل قصصهم.. من يدري؟. ربما...................................
اكثر ما يحيرني هو هذا الزحام المتلاطم، الذي يمخر عباب الشوارع. يحيرني من اين يأتي كل هؤلاء البشر, ويحيرني اكثر..-وانا ابحث عن رزقي على التاكسي- انني لا التقط من هؤلاء الا اشخاصا لا بد ان يكونوا، او تكون لديهم، قصصٌ ما تستحق ان تروى. واحيانا.. قصص اقرب الى الخيال منها الى الحقيقة. قال لي احد الركاب -ذات نهار- بعد ان كنت اشرت معجبا الى سيارة فارهة عبرت بقربنا: “اسمع. اجمل الاشياء هي تلك التي لا نستطيع الحصول عليها”. كانت حكمة لم يسطرها افلاطون، بل راكب عابر، رثّ الثياب، تبدو عليه وعثاء الفقر والحاجة.. لكنها حكمة فائقة الجودة. “فكر معي جيدا.. لو انك استطعت امتلاكها فستكون شيئا عاديا بعد شهر على الاكثر. ستفقد سحرها الذي تراه الآن. ولذلك فخير لك ان تراها جميلة هكذا من بعيد”. اشعل سيجارة من نوع رخيص واضاف: “كم شيئا جميلا تملك ولا تشعر بلذته. الاشياء الجميلة تبلى مع الاستخدام، تماما كهذه السيجارة”. كانت حكمة اخرى، امهرها الراكب توقيعه قبل ان انزله الى بغيته. افكر احيانا.. كيف اننا نتسرع في اطلاق الاحكام على الاشخاص تبعا لمظاهرهم، أو نتبنى مواقف متعجلة لم نتريث في اصدارها. زبون آخر قال لي: “انظر دائما الى الجانب المضيء. دع عنك الجزء الفارغ من الكأس. انا لا اتفلسف الآن. انها طريقة الحياة الفضلى، والا فإنك ستعيش في ازمة لا تنتهي”. لم يمهلني فرصة الاجابة. قبل ان اهمّ بتسفيه رأيه قال: “اعرف ان حديثي لم يعجبك. اعطني فرصة لاشرح لك. خذ على سبيل المثال ازمة الغلاء الاخيرة. لن اشتت ذهنك كثيرا. دعني اسألك عن اكثر السلع التي كثر الحديث عنها. فكر معي. ما هي هذه السلع.. انا اقول لك: الارز والحليب والخبز. انت ترى انه لا يمكن العثور وسط هذه المعمعة على أي زاوية ايجابية هنا. أليس كذلك! خطأ يا صديقي. هنا اتمايز انا وانت. انا ارى جانبا ايجابيا. تقول لي ما هو؟ حسنا.. اجيبك: فكر معي. فكر جيدا. ما هي ابرز المشاكل الصحية التي يعاني منها المجتمع؟ السمنة. أليس كذلك! حسنا. هب اننا (بطلنا) الكبسة. مسحناها من القائمة. تخيل اننا لم نعد نتناول الالبان ومشتقاتها (القشطة والجبن بأنواعه وما تدخل هذه الاشياء في تكوينه مثل الجاتوهات والمعجنات وخلافه) اضف الى ذلك اننا لم نعد نتناول الخبز، وتجنبنا الكربوهيدرات العالية والسعرات الهائلة التي يحتويها. الا تعتقد اننا عندئذ سنتخلص بشكل نهائي من داء السمنة هذا؟ ثمة عامل ايجابي اذاً. ألست معي؟ ليس هذا وحسب. افترض مثلا اننا ودعنا السمنة الى غير رجعة. الاحصاءات تقول ان نصف المجتمع يعاني من البدانة. كم سنوفر اذن؟ تخيل معي.. زوجتك لن تكتسب سنويا لحما وشحما قدره 10 كيلوات. وهنا فائدة اقتصادية.
اذ لن تسمع منها بعد الان: (حبيبي ملابسي ضاقت علي. وديني السوق اجيب ملابس جديدة). هي ايضا لن تشغل رأسك باعلانات اجهزة ومستحضرات التنحيف -وما اكثرها- التي تكلف الشيء الفلاني. ثمة ميزة ثالثة: هذه المرأة التي ابتليت بالزواج بها، لن تصبح السبب الرئيسي لتخريب مساعدات السيارة الجديدة التي دفعت دم قلبك ثمنا لها، بسبب الاحمال الزائدة (بالطبع الاحمال الزائدة هنا هي زوجتك المصون وكمية الشحوم التي تكسو جسدها الرشيق). هل ازيدك من الشعر بيتا؟ اظنك اكتفيت. وأعتقد انك رأيت كيف ان حتى اكلح الامور سوداوية يمكننا ان نحيلها الى احلام ناصعة البياض. يا اخي اضحك تطلع الصورة حلوة”. هل كان حديثه مقنعا؟ كلا. على الاطلاق. كان ساخرا في مجمله. لكنه احسن ترتيب الامور في ذهنه. احسن في طريقة استقباله للمدخل (على طريقة الحواسيب). ادرك جيدا ان الامور السيئة لا بد ان تحدث. لا بد ان تجرِّعنا كأسها. الفرق هو كيف اننا ونحن نتجرع هذا العلقم.. لا نفكر في نصف الكأس المملوء علقما. ان لا نتخيل -قبل حتى ان نتذوق طعمه- كيف سيكون مرّا ومريرا. ان مواجهة الواقع هنا تتمثل في ان نفكر –فقط- في انّ نصف الكأس فارغة.. خالية من العلقم. وبعد قليل ستخلو الكأس تماما. لطالما كرهت التاكسي. عافته نفسي يا عالم. كنت اشعر دائما ان هذه المهنة متعبة وقليلة الدخل. بعد ان انزلت الراكب الاخير هذا. شعرت بفارق كبير. تغيرت نظرتي الى مهنتي التي لم اكن احبها. ادركت انني كنت –بالفعل- انظر الى الجانب الفارغ من الكأس. تذكرت بعدها كم هي ممتعة هذه المهنة. كم هي شائقة ومتجددة. كم اتعلم منها ومن الاشخاص الذين اتعامل معهم يوميا، وآخرهم هذا الراكب.
انا سائق تاكسي. ورغم الدخل المحدود والمعصور الذي تجره عليّ، الا انني احب هذه المهنة. ثمة جانب ناصع البياض فيها. جانب مملوء.. ألستم معي؟! يزيد منقول | |
|
احمد جيتار المشرف عام
عدد الرسائل : 1428 العمر : 34 علم بلدك : السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 13/03/2008
| موضوع: رد: *****سائق التاكسي والمثقف***** الأربعاء 16 أبريل 2008, 1:53 am | |
| شكرااااا ليكى على موضوعك الجميل ده | |
|
محمد سمير 1 عضو مميز
عدد الرسائل : 1102 العمر : 34 علم بلدك : السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 07/12/2010
| موضوع: رد: *****سائق التاكسي والمثقف***** السبت 11 ديسمبر 2010, 1:28 pm | |
| | |
|
محمد سمير 1 عضو مميز
عدد الرسائل : 1102 العمر : 34 علم بلدك : السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 07/12/2010
| موضوع: رد: *****سائق التاكسي والمثقف***** السبت 11 ديسمبر 2010, 1:29 pm | |
| | |
|
ramboo عضو مميز
عدد الرسائل : 3198 علم بلدك : السٌّمعَة : 10 تاريخ التسجيل : 14/02/2011
| موضوع: رد: *****سائق التاكسي والمثقف***** الثلاثاء 15 فبراير 2011, 2:07 am | |
| شكرا ع الموضوع الجميل ننتظر المزيد | |
|
الدويتو المرعب عضو مميز
عدد الرسائل : 3652 علم بلدك : السٌّمعَة : 30 تاريخ التسجيل : 15/02/2011
| موضوع: رد: *****سائق التاكسي والمثقف***** الجمعة 18 فبراير 2011, 3:20 am | |
| | |
|
احمد متعب عضو مميز
عدد الرسائل : 6077 العمر : 31 علم بلدك : السٌّمعَة : 10 تاريخ التسجيل : 14/02/2011
| موضوع: رد: *****سائق التاكسي والمثقف***** الجمعة 18 فبراير 2011, 3:31 pm | |
| | |
|
AYA_ONLINE عضو مميز
عدد الرسائل : 2127 علم بلدك : السٌّمعَة : 10 تاريخ التسجيل : 14/02/2011
| موضوع: رد: *****سائق التاكسي والمثقف***** الجمعة 18 فبراير 2011, 8:31 pm | |
| يسلموا على الموضوع
لاعدمناك مبدع دائما | |
|